كان الشيخ عادل الكلباني حفظه الله يصلي التراويح في جامع الملك خالد بأم الحمام في إحدى السنوات برواية شعبة عن عاصم وشجعه الشيخ ابن جبرين حفظه الله على ذلك وصلى خلفه
وألقى كلمة فيها إقرار ورضى بما صنع . وكان الناس يأتون مسرورين لسماع قراءة غير مألوفة لديهم
كذلك كان الشيخ عباس المصري رحمه الله في مسجده بحي البطحاء بالرياض يصلي بالقراءات المختلفة وكان الناس يأتونه لسماعها
وهكذا القراء في مصر في الحفلات ( مع التحفظ على ما قد يقع من مخالفات ) يقرؤون بالقراءات والناس تستفيد وتتعلم شيئا جديدا
وأنا أحيانا أصلي بالناس في مسجدي أو بعض المساجد التي زرتها بقراءات وروايات غير حفص بناء على طلبهم وإلحاحهم وأنبه قبل أو بعد الصلاة إلى أن التلاوة كانت برواية كذا وبحمد الله نادرا ما يحصل تشويش من جاهل بالقراءات وبمجرد تعليمه يتعلم ويستفيد
والقراءات مثلها مثل أي سنة هجرها الناس ليس الحل أن نتركها لاستغراب الناس إياها وإنما نعلمهم ما يجهلون ولا تعليم أنفع من التعليم العملي ومنه جهر من جهر من الصحابة بالاستفتاح والتعوذ والبسملة للتعليم وجهر ابن عباس بالقراءة في الجنازة وتعمده الجمع بين العشائين لغير سفر ولا مرض ولا مطر وصلاة جابر في الثوب الواحد وغير ذلك
وما زال المشايخ المقتدى بهم يحيون سننا كانت مستغربة عند العوام فلم تلبث أن عرفت فبموازنة المصالح والمفاسد فمصلحة نشر العلم وإحياء السنن أكبر من تشويش جاهل ، والمستفيدون المتعلمون من القراءة بالقراءات أضعاف أضعاف من يتشوشون والتشويش يزول بالتنبيه والتعليم
ولو كان علماء السلف لا يقرؤون بغير قراءة البلد لكان أهل مكة إلى اليوم يقرؤون بقراءة ابن كثير وأهل المدينة بقراءة نافع وأهل الشام بقراءة ابن عامر وهكذا فانتشار القراءة في بلد أمر نسبي يتغير من عصر إلى عصر بتعليم الناس ما خفي عليهم
|